رواء والبيت المهجور : قصة قصيرة
كان الحوار ساخنا بين رواء وزميلاتها، ولم يكن حوارهن طوال الشهر إلا حول هذه الأوراق العجيبة أو ما يسمى بـ(الكوتشينة) السحرية التي شاع خبرها بين الأطفال.
قال بعضهم : إنها قد وجدت في البيت المهجور الموجود في طريق المدرسة، واستطرد الآخرون : (الكوتشينة) مسحورة والبيت مسحور وقد حدثت فيه جريمة بشعة ودخل أحد الضباط ليحقق فيها ولم يخرج إلى الآن.
وراحت أوراق (الكوتشينة) العجيبة تتناقل بين الأطفال، بل سعى الكثيرون منهم لاقتنائها لا لشيء إلا لغرابة حكايتها وما يدور حولها، وشاع جو من الرهبة حول هذا الأمر حتى صاحت رواء في زميلاتها :
إننا لم نر هذا البيت من الداخل، ولا نعرف من أصحابه، ومنذ فتحنا أعيننا على الدنيا وهو موجود، فلماذا لا نسأل الكبار ؟، بالتأكيد سنجد عندهم من المعلومات ما يطفئ هذه الشكوك التي حيرتنا بل أرهقتنا.
فردت زينب : صدقت والله يا رواء، لنلتقي غدا بعد أن تسأل كل منا أهلها عن قصة هذا البيت وعن سبب خلوه من السكان لعلنا نكشف سر هذه الأوراق العجيبة وما دار حولها من قصص عجيبة.
في اليوم التالي كان مع رواء وزميلاتها بعض آبائهن وقد أحضروا معهم صاحب البيت والذي ورثه عن عمه الذي لم ينجب، وانطلق الجميع إلى المنزل ودخلوه وتبين لهم أنه بيت عادي وأن صاحبه كان رجلا طيبا وقد مات ميتة طبيعية.
أما (الكوتشينة) فقد تبين بالبحث أنها لعبة جديدة تنتجها إحدى الشركات، وأراد مندوب التسويق أن يروج لها في منطقته، فوضع كرتونة منها في هذا البيت مستغلا فراغه من السكان، ثم أشاع حولها حكايات كاذبة أثارت فضول بعض الأطفال فدخلوا البيت فوجدوها فصدقوا حكاياته وأشاعوها بين أطفال القرية.
كانت المفاجأة الكبرى هي التي فجرها صاحب البيت قائلا :
لقد تأخرت في إعادة بناء هذا المنزل بسبب النزاع القضائي حوله، فقد أوصى عمي – رحمه الله – أن يكون البيت مكتبة عامة ينتفع بها أهل القرية، واعترضت أنا على الوصية لأنني وارثه الوحيد، أما الآن فأشهدكم أنني تنازلت عن حقي بعد أن كسبت القضية وسأكون أول المساهمين في إنشاء المكتبة.
تعليق واحد على رواء والبيت المهجور : قصة قصيرة