web analytics

قطرة مياه وحيدة : قصة قصيرة

نزل الصياد من فوق قاربه الصغير عائدا من جولة الصيد، ضربت قدمه وجه الماء الذي يداعب الشاطئ فتناثرت بها قطرات من الماء على إحدى الصخور، فأما القطرات التي تجاورت على سطح الصخرة فقد تقاربت فكبر حجمها وزاد ثقلها في صورة قطرة كبيرة لم تستطع الصخرة الملساء أن تحتفظ بها على وجهها فعادت مع أخواتها إلى النهر الكبير تؤدي دورها الذي خلقها الله من أجله وتسبح الله في خشوع.

وأما هذه القطرة البعيدة التي انفردت بأعلى مكان في الصخرة فكانت سعيدة بمكانها في بداية الأمر إذ تبوأت أعلى مكان في الصخرة حرة طليقة تفعل ما تشاء، ولكن الخوف تمكن منها بعد أن رأت عودة أخواتها إلى النهر وبقاءها وحيدة لا تدري ما مصيرها ؟ وقفت القطرة حائرة !، ماذا بإمكانها أن تصنع الآن بعد أن صارت وحيدة ؟!، إنها لا تصلح بمفردها لري شجرة فتصبح من عصارتها تتفتح بها الزهور وتنمو وتنضج بها الثمار، ولا يمكنها أن تكفي لوضوء مؤمنٍ يستعد لعبادة ربه، ولن تروي وحدها عطش إنسان أو حيوان، أو تكون بيئة طيبة لحياة سمكة.

وبينما هي تضطرب في حيرة بفعل النسيم الذي يداعبها فتزداد توترا رأت الشمس تمنحها ابتسامة مطمئنة وهي تقول :

لا عليك يا عزيزتي ؛ لا تحزني واستبشري ؛ فكما نزلت من السحاب مطرا على الهضبة البعيدة ؛ ثم جريت مع أخواتك من القطرات إلى أحضان النهر لتجددن حياته ولتصبحن مددا لخير الإنسان والحيوان والنبات ؛ سوف أقوم بتبخيرك مرة أخرى لترتفعي إلى السحاب ولتعيدي بإذن الله دورتك من جديد.

اترك تعليقا:

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.